الأحد، 4 مايو 2008

جنينة الأسماك


كنت ناوى أكتب عن عيد ميلاد واحد صاحبنا، بس تراجعت ف آخر لحظة و قلت لا يا واد، خلى المدونة للفن و الأدب و الحاجات التافهة دي و خلاص، و أوعاك تنزل لمستوى السياسة و الكلام الكبير اللى يودى ف داهية.
ما علينا، كالعادة معظم المثقفين و النقاد اللى بيفهموا عجبهم فيلم جنينة الأسماك، يمكن لأسباب مختلفة، و كالعادة ف الحوارات الللى عملها يسرى نصر الله فى الجرايد اضطر يشرح نقط معينة ف الفيلم، زي مثلا إن الشخصيات الثانوية هى اللى بتكسر الإيهام، و تتكلم عن نفسها بصراحة، على عكس شخصية هند صبرى و عمرو واكد، لأنهم محبوسين دوا نفسهم، و كأن كل الشخصيات التانية دى متحررة و لا خايفة و لا نيلة، و إن حتى صاحبة هند صبرى الثورية شوية مش ممكن تكون متنيلة محبوسة جوه قناع خنيق زي قناع المذيعة الانتهازية صاحبتها. بصراحة كلام مش مقنع.
أنا عن نفسى بأحب تقنية كسر الإيهام، بس بأحبها أكتر لما يكون فيه إيهام أصلا، يعنى حدوتة من نوع ما، و لو غير تقليدية، و لو عبارة عن مجموعة من مشاهد بيربطها خيط واهى للغاية، لكن لما مابيبقاش فيه حدوته أصلا، و الشخصية من دول بتطلع ف مشهد عادى لمدة دقايق عشان بعد كده تبص للكامريا و تتكلم عن شخصيتها فى الفيلم، اللى مالحقتش تبان من الأساس، يبقى فيه حاجة مش مظبوطة، و يبقى السينما الرواية بتنفسن و بتحقد على السينما التسجيلية لقدرتها العظيمة على رصد العالم زي ما هو من غير أقنعة.
أنا مش ناقد سينما، بس بأحب السينما، و بأحب أفلام يسرى نصر الله خصوصا: المدينة و سرقات صيفية أكتر اتنين بأحبهم. بس من حقى أسأل هل ممكن نرصد العالم زي ما هو، من غير ما نزيفه، أو نجمله، أو نشوهه، أو...أو...أو...، من خلال الوعى اللى بيقوم بعملية الرصد دى نفسها.
أكتر جزء عجبنى فى الفيلم هو حكاية الأميرة اللى حبت عصفور، و أعلنت حبه للناس كلها، حتى لو اعتبروها مجنونة، بس بعد ما فات الأوان للأسف. الحدوتة نفسها عجبتنى، و طريقة تنفيذها على نمط السينما الصامتة و الأبيض و الأسود كانت تجنن.

بأعترف الفيلم شغللى دماغى، و عجبتنى هند صبرى و عمرو واكد جدا، هند فى مشهد العيادة لما بتمسح ماكياج وشها كانت غير عادية. حتى سماح أنور كانت جامدة جدا فى المشهد بتاعها، و جميل راتب عالى ، و أحمد الفيشاوى شغال جدا.

السؤال اللى واقف ف زورى هو إذا كان ناصر عبد الرحمن فعلا سيناريست موهوب و جميل، ليه الواحد لحد دلوقت مش قادر يحس بطعم خاص لكتابته، و ازاى كتابته بتقدر تتشكل عشان تناسب مخرجين مختلفين جدا زى خالد يوسف بميوله العنيفة فى تشريح جسم المجتمع، و يسرى نصر الله صاحب الفلسفة البصرية الراقية. هل ده معناه شطارة و لا إنه مجرد دراماتورجى مهاود، بيعرف يعوم على عوم المخرج؟ الله أعلم.

متأكد إن رأيي ف الفيلم هيتغير مع مشاهدتى ليه أكتر من مرة، و لأن ده حصللى قبل كده مع أفلام مهمة كتير. بس اللى متأكد منه إن يسرى نصر مخرج خارج سياق المنافسة التجارية القذرة، قادر يعمل أفلام تعيش و تتشاف عشرات المرات. أنا بأحب الراجل ده!

هناك تعليق واحد:

أسما عواد يقول...

محمد
انتي بتتعبني لما اجي اعلق عشان الشرط بتاع التعليق ياريت تلغي الحروف دي عشان تشجعنا على التعليق
انت محمد عبد النبي اللي قابلته في ندوة قصر ثقافة عين حلوان؟