السبت، 7 يونيو 2008

حول الكتابة - 1 من كتير



ساعات بيتهيألى إن الواحد علشان يكتب مش محتاج حاجة خالص، آه، يمكن ورقة وقلم، أو كمبيوتر، يمكن شوية وقت لوحده أو مكان ينفع يكتب فيه. ويمكن محتاج كل حاجة، فى نفس الوقت، محتاج للسما وللأرض بالدرجة نفسها، محتاج لكل البشر اللى اتولدوا وعاشوا وماتوا من ساعة ما البشر قالوا احنا هنا.
البشر دول جوا كل واحد فينا، لسه عايشين وشغالين جوانا زى خلية النحل، نسميهم بقى أطياف أو أشباح أو لاوعى جمعى، مش قضية كبيرة، بس همه موجودين، اخترعوا اللغة اللى احنا لحد دلوقت بنشتغل عليها وبنحاول نطورها بما يتناسب مع مصالحنا وأغراضنا. اخترعوا فكرة اللغة على الأقل، علشان يتواصلوا بسهولة أكتر. حتى ولو فيه ناس ممكن تقول إن اللغة صعبت التواصل الإنسانى أكتر، بس انتقال المعرفة كان هيبقى مستحيل من غيرها.
من كام سنة كان فيه كلام حوالين إن الصورة هتاكل اللغة، وإن الأدب المكتوب هيشهد نهايته قريبا. دلوقت كل الناس بتكتب وتقرا، طبعا فيه مبالغة ف كلامى، لأن فيه معندهاش أى وقت لا تقرا ولا تكتب، وفيه ناس تانية أصلا مابتعرفش تقرا وتكتب، ودول كتير جدا، لكنهم جوانا، بطريقة أو أخرى فاعلين وشغالين، زى خلية نحل برضه، فى كل عملية كتابة بتحصل دلوقت بالذات. أقصد إن كل الناس بتكتب وبتقرا، حتى لو كانت بتكتب وبتقرا رسايل على الموبايل، أو رسايل على الإيميل، أو صفحات على الانترنت، أو تعليقات على الصور والحاجات اللى على الفيس بوك، وده كله كوم والمدونات كوم تانى خالص، اللى خلت الكتابة فعل يومى وبسيط ومافيش أسهل من كده، بالنسبة لأى حد بمتلك الشروط الأساسية للتدوين.
زحمة، الدنيا فعلا بقت دلوقت أزحم من أى وقت فات، والمعرفة، بمعناها المباشر أو الواسع أو النص نص، كل يوم بتبقى مهمة مستحيلة أكتر من الأول.
بس احنا مش محتاجين نعرف كل حاجة، علشان نكتب، وإلا ماحدش هيكتب بيت واحد فى قصيدة أو سطر واحد فى مدونة، مش محتاجين غير إننا نفهم طبيعة الرسالة، مين هو الراسل، أنا؟ يعنى إيه؟ ومين هو المرسل إليه؟ إنت؟ يعنى إيه؟ وطبعا دى مهمة مش سهلة خالص، بالعكس، البعض بيشوفوها مهمة برضه مستحيلة، لكن الأهم إننا بنقدم لها حلول وأجوبة كل لحظة، طول ما احنا عايشين، زى ما الأوائل اخترعوا اللغة واتفقوا فى تواطؤ عام على اعتباطيتها، وإنها مجرد أصوات أو اشكال لا تعبر عن شىء فى ذاتها، احنا كمان بنحاول نتواطؤ علشان نتواصل، علشان نقرا و نكتب، علشان نحاول نعرف بعض، ويمكن بالمرة نعرف نفسنا أكتر.
والكلام ماخلصش على كده.